1379060
1379060
العرب والعالم

عباس: إسرائيل قوضت مساعي إنجاز سلام يضمن لنا أدنى الحقوق المغتصبة

01 يوليو 2018
01 يوليو 2018

الجامعة العربية تشيد بالدول الإفريقية لمساندتها فلسطين -

نواكشوط - رام الله - وفا- (د ب أ)- قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية عملت خلال العقدين الأخيرين على إنجاز سلام، يضمن تحقيق الحد الأدنى من الحقوق التاريخية المغتصبة للشعب الفلسطيني، وهو ما قوضته إسرائيل.

ودعا عباس في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي في الدورة الحادية والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، المنعقدة تحت شعار «الانتصار في مكافحة الفساد: مسارٌ مستدامٌ لتحول أفريقيا»، الاتحاد الأفريقي إلى مراجعة العلاقات مع الدول والأنظمة السياسية العنصرية المعتدية، على الصعد السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، والتي تمثل إسرائيل نموذجها الصارخ في القرن الحادي والعشرين. وأضاف أن القضية الفلسطينية، التي كانت وما زالت مفتاحا أساسيا، لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، قادرة بما تتسم به من قوة دفع سياسي وتضامن عالمي، على إفشال كافة المخططات العدوانية، وذلك لما تتمتع به من عدالة جعلتها نقطة ارتكاز تضامني، لكافة أحرار العالم، الذين يتقدمهم رفاقنا وشركائنا في القارة الأفريقية. وأكد الرئيس الفلسطيني أن الإدارة الأميركية، التي ارتضت على نفسها أن تكون خارج الإجماع الدولي، لحل القضية الفلسطينية، وأعلنت بقرارها المتعلق بالقدس، عدم احترامها لنضالات وحقوق الشعوب التي تناضل من أجل استقلالها وحريتها وحقوقها، باتت غير مؤهلة أخلاقيا أو سياسيا، لفرض أي حل، أو تمرير أي صفقة، تقوم على هضم واجتزاء الحقوق الفلسطينية، لصالح شرعنة الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته حيّا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الدول الإفريقية على وقوفها مع دولة فلسطين في المحافل الدولية ودعمها لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وآخرها تلك الخاصة بالقدس وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وأعرب الأمين العام، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة،عن تقديره لموقف الاتحاد الإفريقي الثابت دعما للقضية الفلسطينية، وهو ما يجسد أعلى مستويات التضامن المتبادل منذ أن كافحت شعوبنا ضد الاستعمار وتحررنا من الاحتلال الأجنبي لأراضينا.

وثمن أبو الغيط عاليا الإعلانات المبدئية التي تصدر عن القمم الإفريقية رفضا للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني، معربا عن شكره بصفة خاصة لرئيس المفوضية على تصريحاته الشجاعة التي تعكس حق الثوابت الإفريقية التي حافظت دون شك على التزام المجتمع الدولي بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.

وأكد أن الجامعة العربية ستظل مساندة لكل جهد يقوم به الاتحاد الإفريقي ودوله الأعضاء لحفظ السلم والأمن في القارة الإفريقية، مشيرا إلى «إننا نظل في الفضاء المشترك بين العالم العربي والقارة الإفريقية نواجه جملة من الأزمات والتحديات المشتركة التي تهدد أمن وسلامة دولنا واستقرار مجتمعاتنا، وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة ومساعينا السياسية المتناسقة لتسوية هذه النزاعات ومعالجة جذور الأسباب التي تؤدي إلى نشوب بؤر التوتر التي تساهم في إذكائها وامتداد نطاقها.

في ذات السياق اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية امس الإدارة الأمريكية بالتساوق مع خطط إسرائيل للتعامل مع القضية الفلسطينية كمسألة سكانية بحاجة إلى برامج إغاثية.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن الإدارة الأمريكية وإسرائيل تعملان لإسقاط القضايا الجوهرية للصراع، وفي مقدمتها قضية القدس وقضية اللاجئين عبر تفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وإعادة تركيبها من جديد للقيام بدور إغاثي عام يشمل الفلسطينيين بعيدا عن الدافع الحقيقي لإنشاء الوكالة».

واعتبرت الوزارة أن واشنطن «تُصر على إعادة إنتاج الطروحات والمواقف الإسرائيلية الاستعمارية التوسعية القديمة بأثواب جديدة، التي تدعو إلى التعامل مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير بوصفها (مسألة سكان) يحتاجون إلى (برامج إغاثية) بعيدا كل البعد عن السبب الرئيسي والجوهري لهذه المعاناة المتمثلة بالاحتلال».

ورأت أن ذلك «يستهدف تبرئة الاحتلال ومنحه شرعية الاستمرار في مخططاته لابتلاع ما تبقى من أرض دولة فلسطين، وأن هذا التحرك الأمريكي ينسحب ليس فقط على قطاع غزة ومعاناته الكبيرة والواسعة، إنما أيضا على الضفة الغربية في استغلال بشع لتلك المعاناة وتسويقها للعالم بمعزل عن بُعدها السياسي الحقيقي».

وتساءلت: «أين المنطق والعقل من الدعوات الأمريكية لمساعدة الفلسطينيين في رفع معاناتهم الإنسانية، في ظل تجاهل الاحتلال وإجراءاته وتدابيره اليومية واستيطانه، التي تدمر أي مقومات للحياة؟ أليس ذلك قمة الاستغباء للمجتمع الدولي؟». وأشارت إلى أنها تعمل على توضيح كل ذلك للدول وللأمم المتحدة وللرأي العام العالمي، من خلال حراك دبلوماسي نشط سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد للتحذير من مخاطر ما تروج له الولايات المتحدة وإسرائيل تحت مُسمى صفقة القرن والنتائج السلبية والكارثية للتعاطي معها على مستقبل الشعب الفلسطيني وفرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن «الشعب الفلسطيني بصموده ووعيه الجمعي قادر على إسقاط هذه المؤامرة كسابقاتها» في إشارة إلى صفقة القرن الأمريكية.